افتتح المهندس شريف اسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية يرافقه اللواء طارق مهدى محافظ الاسكندرية المؤتمر الدولى السابع لدول حوض البحر المتوسط للبترول ( موك ) 2014 بالاسكندرية تحت شعار ” كشف إمكانات البحر المتوسط من البترول والغاز ” بحضور المهندس طارق الملا رئيس هيئة البترول ورئيس المؤتمر والسيد تايتون إينوسنزو رئيس مؤتمر دول حوض البحر المتوسط برافيينا الايطالية عام 2015 ورؤساء شركات البترول العالمية العاملة فى مصر و قيادات قطاع البترول المصرى.

وفي كلمته أكد المهندس شريف إسماعيل أن النمو الاقتصادى المستدام وبناء دولة ديموقراطية حديثة وتحسين مستويات المعيشة والخدمات الأساسية وزيادة فرص العمل وتأمين امدادات الطاقة بأسعار معقولة تدعم خطط التنمية الاقتصادية يأتى على رأس تطلعات مصر ، وأن الحكومة على وعى تام بالتحديات التى تواجهها ولديها رؤية استراتيجية لتحقيق ذلك من خلال التزام واضح وخطط عمل قوية، مشيراً الى أن تحقيق هذه التطلعات يتطلب استثمارات ضخمة وموارد طاقة إضافية .

وأكد الوزير فى كلمته أن البحر المتوسط لديه الامكانيات الكبيرة التى من شأنها أن تلعب دوراً حاسماً فى تعزيز التفاعل والتعاون الاقتصادى بين دول حوض البحر المتوسط وشعبه بما يحقق مصلحة الجميع.

وأشار إلى أن استهداف تحقيق نمو أقتصادى 7 % سنوياً وهو ما يعنى نمو معدل الطلب على الطاقة بنسبة 10 % وفرض مزيد من الضغوط على قطاع الطاقة الذى يواجه حالياً العديد من التحديات وأن وزارة البترول لديها رؤية واضحة لضمان تحقيق التطلعات من خلال العمل على تأمين الطلب المحلى على الطاقة وتعظيم القيمة المضافة للموارد الطبيعية و استغلالها الاستغلال الأمثل واعداد كوادر وقيادات وطنية ذات كفاءة عالية فى مجال صناعة البترول والغاز.

وأوضح ان التحديات التى تواجه قطاع البترول فى ظل الاوضاع الاخيرة التى مرت بها مصر تتمثل فى الفجوة بين العرض و الطلب وتراجع الامدادات لتباطؤ استثمارات البحث والاستكشاف نتيجة لتأخر سداد مستحقات الشركاء الاجانب اضافة لتاخر مشروعات تنمية حقول الغاز الرئيسية مثل حقل غاز شمال الاسكندرية وتقادم عمر حقول الزيت الخام الى جانب عدم توازن مزيج الطاقة و تقادم البنية التحتية و معامل التكرير بالاضافة الى زيادة دعم الطاقة.
اقرأ أيضًا: وزير التخطيط : الخمس سنوات المقبلة ستشهد إحالة مليون موظف للمعاش

وأشار الى أن الحكومة المصرية بدأت فى تنفيذ استراتيجية للتغلب على تلك التحديات تقوم على سد الفجوة بين العرض و الطلب خلال خمس سنوات عن طريق تشجيع الاستثمار فى مجال البحث و الاستكشاف و استغلال الموارد غير التقليدية حيث تم البدء فعلياً فى الخطوات الاولية لانتاج الغاز الصخرى فى عدة مناطق كما يتم حالياً الاسراع فى مشروعات تنمية حقول الغاز الى جانب البدء فى استيراد الغاز المسال اللازم لمحطات الكهرباء خلال الربع الاول من عام 2015،بالإضافة إلى تطوير معامل التكرير والبنية الاساسية للتوزيع و النقل و تطوير صناعة البتروكيماويات و تحسين كفاءة استخدام الطاقة الى جانب تحويل مصر لمركز للطاقة وإعادة هيكلة قطاع البترول وتنمية الثروات المعدنية ، مؤكداً على دور الشركاء الاجانب فى دعم صناعة البترول المصرية وخاصة فيما مرت به من ظروف استثنائية .

من جانبه أوضح اللواء طارق مهدى أن مدينة الاسكندرية مدينة بترولية مؤهلة لتكون مركزاً محورياً للطاقة نظراً لوجود أنشطة بترولية متعددة على أرضها تتمثل فى شركات انتاج الزيت الخام والغاز الطبيعى الى جانب شركات التكرير والبتروكيماويات واوضح أن قطاع البترول يمثل عصب التنمية بالاسكندرية وقاعدة أساسية للاقتصاد الوطنى، وأن هناك العديد من الفرص متاحة للتوسع فى الاستثمارات البترولية فى مختلف الأنشطة.

وأعرب المحافظ عن سعادته بمشاركة مصر في هذا الحدث الهام والذي يعقد في الإسكندرية مدينة الحضارة ، وأن مشاركة الزوار والمشاركين الدوليين في المؤتمر هي دليل ملموس وخير شاهد على الاستقرار والأمن بمدينة الإسكندرية ، مضيفا أنه يغتنم هذه الفرصة لدعوة الجميع لزيارة مدينة الإسكندرية الجميلة والتمتع بمواقعها التاريخية والتراثية ، مؤكدا أن الإسكندرية تفتح ذراعيها لاستيعاب كل المفاهيم والمشاريع الجديدة على أراضيها الآمنة.

واوضح المهندس طارق الملا أن مصر تسعى لتأمين احتياجاتها من البترول والغاز من اماكن صعبة وبيئة أكثر تحدياً مشيراً الى المبادرات التى اتخذها قطاع البترول والتى تتمثل فى تشجيع جهود الاستكشاف فى المناطق الحدودية فى البحر المتوسط بالمياه العميقة و العميقة جداً وفى مناطق جديدة مثل البحر الاحمر والصحراء الغربية والتى تتطلب استثمارات كبيرة وتكنولوجيات متقدمة وتشمل المبادرة الثانية زيادة الانتاج والاحتياطيات من الخزانات المنتجة و القديمة باستخدام مشروعات انتاج الزيت الخام المحسن والتى تتطلب استثمارات كبيرة وتعديل فى بنود الاتفاقيات. وترتبط المبادرة الثالثة بالمصادر غير التقليدية والتى يأتى على رأسها الزيت و الغاز الصخرى، مشيراً الى جهود قطاع البترول من أجل تخفيض مستحقات الشركاء الاجانب المتأخرة والتى شهدت بالفعل تحسناً كبيراً مؤخراً بهدف الاستمرار فى عمليات تنمية الحقول وزيادة الانتاج من الزيت الخام والغاز الطبيعى.

وأكد السيد تايتون إينوسنزو رئيس مؤتمر دول حوض البحر المتوسط برافيينا الذى سيعقد العام القادم أن العلاقات بين مصر وإيطاليا مستقرة ولم تتأثر بالمتغيرات التى واجهتها مصر خلال السنوات الاخيرة، كما أشار الى الدور الهام الذى تلعبه مصر فى منطقة حوض البحر المتوسط خاصة بعد الاكتشافات الاخيرة فى المنطقة والتى ستسهم فى توفير امدادات طاقة اضافية لتلبية الطلب المحلى المتزايد فى المنطقة، وأوضح أهمية عمليات البحث و الاستكشاف والتكنولوجيات الحديثة فى استغلال مصادر الطاقة غير التقليدية مثل الزيت الصخرى وفى حقول المياه العميقة إلى جانب كفاءة استخدام الطاقة