بقلم : أحمد عواد
لا يزال الواقع يستدعى كل المشاهد السابقة التى لم تزل حاضرة حضور اللحظة فى عالم تتشابك فيه كل القضايا بشكل معقد لتربك شعوب العالم دون إستثناء ليعانى المجتمع الإنسانى من وطأة هذه التشابكات وويلاتها التى تنتجها الإذدواجية (الصهيوأمريكية بوجهها النازى القبيح )
ففى الوقت التى تدفع فيه إلى إصطفاف الغرب بكل معطياته وأدواته فى وجه روسيا لتستنزف كافة مقدراتها وهى تضع أوربا على المحك لتدفعها إلى الرضوخ للسطوة الأمريكية سعيا لإستنزاف قدراتها الإقتصادية وتوجيهها إلى أكتشاف أزمة التسليح بكافة معطياتها -وبعيدا عن رؤيتنا فى هذه الحرب التى يديرها أرباب المال العالمى – نجدها تقف بصرامة فى وجه الحق الأصيل للشعب الفلسطينى وبديلا عن دعم مقاومته لتحرير أرضه تتهمهم بالإرهاب فى ذات الوقت الذى تدفع المليارات لنظام أوكرانيا التى أكدت سابقا الكثير من التقارير الغربية إتهامه بالفساد الذى أكدته الكثير من أستقالات رجال الدولة فهل ضاع الحق الفلسطينى لأن السيدة أمريكا تعلم بأنهم لم يسمحوا لها بإقامة المختبرات البيلوجية على الأراضى الفلسطينية إضافة إلى النشاط النووى الذى يديره الإحتلال إننا نتساءل عن أسباب الغياب الدائم لمجلس الأمن والذى لم يحضر حقيقة فى أى قضية من قضايا الشرق الأوسط إلا وكانت جل قراراته تدعم السلب والنهب والفوضى ومن ثم تقتل كافة حقوق الإنسان التى يتشدقون بها فى كافة المحافل بل ويجعلونها السيف الذى يقتلون به الضحايا كما فعلوا فى العراق ولما لا يفعلون ما يحلوا لهم لحل أزماتهم على حساب شعوب العالم بلا أستثناء وهم يدركون تطابق المشهد الذى يفصل بينه والواقع خمسون عاما والتى تتمثل فى أزمتى الطاقة والتضخم والذى يعالجه الغرب بتحميل كافة الأعباء للإقتصاديات الناشئة من خلال رفع فوائد الإيداع بالبنوك المركزية والفيدرالى الأمريكى والذى يحقق وفرة سلعية لحوالى ١٠%من المجتمع الأمريكى نفسه حيث يقفز التضخم لمستويات تاريخية بينما يتقلص الإنتاج فى مقابل تقليص العمالة ومن ثم يدخل العالم إلى جحيم الكساد التضخمى جراء تأثر القوى الشرائية وقوى الإنتاج مما يرفع قيمة تكلفة الدين العام للدول النامية نتيجة هروب الأستثمارات إلى بنوك الغرب الذى يمثل مركز رأس المال ومن ثم يغالى فى أفقار الشعوب وسلب مكتسباتها بعد أن أستطاعوا أن يحولوا الدولار من عملة تداول إلى سلعة فى حد ذاتها مما يدفع العالم إلى الإدراك باهمية فض أرتباط عملاتهم الوطنية بالدولار الأمريكي فضلا عن تحديث وتغير النظام المالى بما يحقق سلة العملات إيذانا لتشكيل عالم متعدد الأطراف والقوى بديلا عن القطب الأوحد الذى يدفع العالم إلى هاوية الحرب العالمية الثالثة بكل ما تعنيه من دمار كثيف ينتظر الكوكب فضلا عن ضخ مئات الالاف من قطع السلاح على تنوعها إلى سلاسل الإرهاب بشكل واسع ومن هنا تظل الحرب الروسية الأوكرانية كاشفة للكثير من الممارسات التى تدفع أوروبا إلى ذروة أزماتها الإقتصادية خاصة مع غياب الشفافية مما قد يدفع الشعوب إلى الخروج بلا رجعة على أنظمتها التى تمنح أوكرانيا مساعدات سخية فى الوقت الذى يحتاج فيه المواطن إلى دعم الطاقة التى ذهبت بالتضخم إلى الإنفلات فتعطلت المصانع وتحولت منازلهم إلى صقيع متوحش فى المقابل يظل إقتصاد روسيا قادر على المضى قدما فى أتجاه الحرب ومواجهة الأليات الغربية منفردا مع فتح أسواق بديلة فى الصين والهند خاصة بعد توطين نظام مالى أستطاع أن يجنبها تأثير العقوبات الغربية الكثيفة والتى تكلف الإقتصاد الروسى مئات الملايين يوميا جراء تحديد سعر الطاقة الروسية لتذهب إلى أرباب المال ونخلص من ذلك إلى توضيح وجهة النظر الأمريكية التى تعتمد سياسة الكيل بمكيالين كمنهج أساسي خاصة وهى تعتمد على من تسميهم الحلفاء فى كافة حروبها بالوكالة لكنها الأن تسحب الإقتصاد العالمى إلى بؤرة الكساد التضخمى بإجراءاتها الإقتصادية غير المسؤلة التى تجعل شتاء عام ٢٠٢٣ يحمل بين طياته أخبار مزعجة للكثير من دول أوروبا ومن ثم أهتزازات عنيفة فى التحالفات الغربية مما يسمح بطفو اليمين المتطرف على الساحة السياسية