إن تعمل مع مؤسسة ثقافية تحمل بين طياتها عناصر طاردة للمبدعين والمثقفين أصبح عبئ لا يحتمله أحد في الوقت الذى تفتح فيه الثقافة المستقلة أبوابها لجذب هذه الشريحة تحديدا والعزف على متطلباتها لتكون رهن إشارتها في كل وقت وحين وكأن هناك إرادة تصر على أن لا يصل الحق لمستحقيه في شكل من أشكال صناعة الأزمة وتأصيل الخلاف بين مبدعي ومثقفي الوطن وبين النظام باعتبار أن ما يتم هو نتاج رؤية عامة وهذا ما جعل الكثيرين من المبدعين يعزفون عن التواجد في حين تواجدوا بقوة في الكيانات المستقلة لأنهم وجدوا التقدير والاحترام.
الثقافة للجميع.. بقلم أحمد عواد
وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات عن مستقبل الثقافة التي هي اليد الناعمة للدولة خاصة ونحن نحاول أن نشتبك مع واقع مأزوم اقتصاديا واجتماعيا من خلال صناعة الوعى والثقافة والإبداع فكيف لنا أن نفعل ذلك ونحن محاطين بكل هذه القوى التي تذهب لإفساد كل شيء وتشويهه يحدث ذلك في وقت نتذكر فيه مئوية دستور ٢٣ والذى يؤكد على مدنية هذا الوطن في كافة أطروحاته وأم قضية المواطنة قضية متجذرة في وجدان هذا الشعب بكافة أطيافه وقد اعتنت لجان الحوار الوطني وتحديدا لجنة الثقافة والهوية المصرية في كافة جلساتها بدراسة وفهم العلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة من خلال فهم المواطنة بشكل يعتمد على الشفافية في تقديم منتج ثقافي قادر على مواجهة كافة القضايا فضلا عن فتح أفاق جادة للإبداع بكافة أشكاله.