بقلم / أحمد عواد
دائما تؤكد الدبلوماسية المصرية فى كافة تحركاتها على إيمانها الراسخ بالسلام والأمن لكافة الشعوب
كما تؤكد على رؤيتها الاستراتيجية بطرح الكثير من الحلول والبدائل بما يجبر الاطراف الاخرى ايما كانت الى العودة لمائدة الحوار والتفاوض على الرغم مما تعانيه من ضغوط خارجية وداخلية
ويظل ملف سد النهضة شاهدا حقيقيا على هذه الرؤية والقناعات متسلحا بالصبر فى مواجهة التعنت الاثيوبى الذى يتوارى خلف محاولته المستميتة لاقناع الشعب الاثيوبى الفيدرالى بأن الادارة الاثيوبية تتعاطى مع ازمتها بوجهة النظر الوطنية التى لا تقبل التدخل فى شئونها باعتبار ان ذلك حق اثيوبى خالص لا ينبغى المساس به للحفاظ على الوحدة الاثيوبية
وتسير هذه القناعات الهشة خلف رغبة محمومة لبقاء أبى احمد فى السلطة ولو كان ذلك على حساب مئات الالاف من القتلى فضلا عن التخريب والدمار والاغتصاب والابادات الجماعية من خلال تحالف واضح مع اريتريا يصل الى حد خيانة الوطن بتمكين دولة اجنبية من اعمال وتوجيه تصرفات عدوانية الى ابناء الوطن وهذه الاتهامات قد تواجه بعض التنظيمات الإرهابية ولكنها تصل الى الكارثية حينما تواجه رأس النظام الذى منح جائزة نوبل للسلام ويعد إقليم تيجراى شاهدا حيا على ذلك بالاضافة الى ما يتم بشكل أقل وطأة فى إقليم بنى شنقول
ونعود الى الارادة السياسية التى تتبنى الدبلوماسية فى حل الكثير من التحديات والقضايا والتى تتبناها مصر بل أثبتتها وحققت فيها نجاحات كبيرة فى الملف الليبى بتوقيف كافة التوترات والحفاظ على وحدة الارض والشعب الليبى كما كانت مساهمة الدبلوماسية المصرية كبيرة فى الملف الفلسطينى ضد رغبة الكيان الصهيونى فى تدمير غزة بشكل نهائى أمام أعين وضمائر العالم مما دفع مصر للتدخل مباشرة على خط الازمة لتتعاطى مع هذا الملف بالجدية المصرية التى اطلقتها الارادة السياسية لتؤكد على دور مصر الحقيقى دوليا وإقليميا ولتؤكد على ان الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية قد قرر ان تغير مصر مفهوم العلاقات والتصرفات الدولية من خلال ارتباط القوة بالسلام كمفهوم دينى متجذر باعتبار ان افضل القوى هى من تدعم السلام والامن بما لا ينتقص من حقوقنا وسيادتنا بل يمنحنا القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة دون ان نطلق الرصاص حتى لا نصل الى الطرق المعقدة وقد كشفت هذه العقيدة الكثير من المفارقات الدولية التى تعمل بعقلية استعمارية بالحفاظ على توترات الكثير من البؤر المشتعلة فى العالم وذلك لاهدار مكتسبات الشعوب ونهب ثرواتها
وهنا يتجلى الإختلاف بين الارادة المصرية التى لا ولن تمنح أبى احمد جواز القفز فوق ازماته التاريخية داخليا وخارجيا باعتباره من مجرمى الحرب وليس من دعاة السلام بينما يحاول أبى احمد جر مصر والمنطقة الى حرب غير مبررة تتوارى خلفها جرائمه واكاذيبه حول التنمية الناتجة عن سد النهضة وهو يراهن على الصبر الدبلوماسى المصرى الذى سوف يكشف فى غضون الاسابيع القادمة انتصارا تاريخيا فى ملف سد النهضة وتجنيب الشعبين المصرى والسودانى من التحكمات الاثيوبية الهشة والمتعنتة والتى لا تدير بالا لحق الشعوب فى الحياة