بقلم / أحمد عواد
فى صراع ثلاثى الابعاد بين القلق والثقة والطموح يتخذ ملف سد النهضة منعطفا حذرا نحو ذروة الصراع بين الدبلوماسية المصرية بكافة تحركاتها المتزنة والمدروسة التى تتحلى بالصبر فى ظل تشابك المصالح والرؤى بين كافة بلدان العالم مما يجعل العمل الدبلوماسى شاق ومرهق فى مواجهة تعنت أثيوبى يحاول التعاطى مع التنمية والسيادة من مفهوم ضيق فضلا عن محاولاته المستميتة فى حل كافة قضاياه الداخلية من خلال ازمة سد النهضة ولولا رؤية مصر الاستراتيجية الراسخة فى طرح كافة السبل الدبلوماسية والتمسك بلحظاتها الفارقة للمرور من الازمة دون ادنى خسائر وهى تطمح الى الوصول لحلول منصفة وعادلة تضمن التنمية لجميع الشعوب فضلا عن طرح معاير متطورة لتنمية حقيقية تقوم على الشراكة الاستراتيجية لشعوب حوض النيل ويعد ذلك تحديا واضحا دون الرضوخ لضغوطات تمارس الابتزاز باقتران ملف سد النهضة بالكثير من القضايا الاقليمية
يؤكد ذلك على ثقتها الكاملة فى قدرتها على الحصول على حقوقها المائية كاملة ودون انتقاص قطرة واحدة
وقد اكدت القيادة السياسية ان للجميع الحق ان يقلق مقابل التعنت الاثيوبى لكنه القلق الواثق من القدرات المصرية على ادارة الصراع وقبول التحديات الراهنة لاننا ندعم التنمية والسلام ولن ندعم الارهاب اونتبنى تخريب البلاد بل نضع كافة امكاناتنا لدعم محيطنا الاقليمى واعتبار الامن القومى المصرى جزء لا يتجزء من الامن القومى العربى والاقليمى
لقد استطاعت الدبلوماسية المصرية مد الجسور على الصعيدين الاقليمى والعالمى خاضت خلالها حوارا متطورا يعتمد على توازنات هامة بين مفهوم الامن الاقليمى وقيمة التنمية مؤكدة على الدور المصرى الكبير فى ادارة إقليمها بكافة تحدياته المزمنة والطارئة فلم تتخلى عن رؤيتها فى حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس
لقد ظلت هذه الرؤية يقظة وهى تمد يد العون قدر استطاعتها لدعم الملف السورى والدفع قدما نحو دمجها بالمجتمع الاقليمى والدولى فضلا عن الملف العراقى واللبنانى لدفعهما نحو التنمية والاستقرار وتعزيز قوتها الوطنية لمواجهة كافة التحديات كما كان الموقف المصرى واضحا تجاه الشقيقة ليبيا حيث اكدت مصر على ضرورة انسحاب زمنى محدد للمرتزقة المتواجدين على الاراضى الليبية ودعم ملفات إعادة الاعمار بايدى مصرية يأتى ذلك من خلال معترك سياسى صعب فى مواجهة تركيا التى ترغب ايضا فى فرض سياسية الامر الواقع كما يأتى ايضا فى مواجهة اخرى أمام فاجنر الروسية فضلا عن المصالح الغربية بليبيا كل هذه الدوائر السياسية المعقدة استطاعت مصر برؤيتها الحكيمة ودعم محيطها الاقليمى ان تتخطاها بتوازنات ناتجة عن دبلوماسية احترافية
ومع كل هذه التشابكات المعقدة نمتلك الثقة فى الادارة المصرية لحل قضية سد النهضة التى شغلت العالم خاصة وأن الادارة المصرية رسمت خطها الأحمر واكدت على ان كافة الخيارات مطروحة ولم يتبقى أمام أثيوبيا سوى الرضوخ للارادة المصرية فى خطوة قد لا تتاح لها مرة اخرى بعد انتهاء شهر يونيه